فرق منحرفة

.
حزب الاخوان


حزبُ الإخوانِ اتبعوا سيد قطب في قولِه من حكم بغيرِ القرءانِ ولو في حكمٍ واحدٍ فقد ردَّ أُلوهيةَ اللهِ وادَّعى الألوهيةَ لنفسِه مُحتجاً بقولِ اللهِ تعالى: [ومن لم يحكُمْ بما أَنزلَ اللهُ فأولئكَ هم الكافرون] سورة المائدة/44. واستحَلَّ بذلك دماءَ الحكامِ الذين يحكُمونَ بالقانون ودماءَ الرعايا، وتفسيرُه هذا لهذهِ الآيةِ مُخالفٌ لما فَسَّرَ بهِ الآيةَ عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضي الله عنهما ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المعروفُ بترجمان القرءان والرسولُ صلى الله عليه وسلم دعا له بفهمِ القرءان، ففي صحيحِ البخاريِّ المجلدِ الأولِ صحيفة 25 باب قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ علِّمْهُ الكتاب" أنَّ الرسولَ عليهِ السلامُ الْتَزَمَهُ وقالَ: "اللهمَّ علِّمْهُ الكتابَ". وقال أيضاً "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" أي تفسير القرءان وهذا أيضاً حديث صحيح رواه ابن حبان. و قول سيد قطب هذا مخالف أيضاً  لتفسير غيرِ ابنِ عباس من الصحابةِ ومن تبِعَهُم إلى يومِنا من علماءِ الإسلامِ فإنهُ ثَبتَ عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه ما ذكرهُ الحاكمُ في المستدركِ وهذا نصُّهُ في صحيفة 313 من الجزءِ الثاني: "أخبرَنا أحمدُ بنُ سليمانَ الموصلي ثنا عليُّ بنُ حرب ثنا سفيانُ بنُ عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس قالَ: قال ابنُ عباس رضي الله عنهما: إنهُ ليس بالكفرِ الذي يذهبونَ إليهِ إنهُ ليس كفراً ينقُلُ عنِ الملَّةِ [ومن لم يحكُم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون] كفرٌ دونَ كفرٍ". هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ.أ.هـ.

وقولُ ابنِ عباس كفرٌ دون كفرٍ نظيرُه الرياءُ فإنَّ الرسولَ سماهُ الشرك الأصغر أي ليسَ الشرك الأكبر الذي ينقلُ عن الملةِ الذي هو نهايةُ التذلُّلِ لغيرِ اللهِ فإنَّ هذا الشركَ هو الذي ينقُلُ عنِ الملَّةِ فقد روى الحاكمُ في المستدركِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال:" اتَّقوا الرياءَ فإنهُ الشِّركُ الأصغر"، فنقولُ كما أنَّ الرسولَ أثبت الشركَ الأصغرَ كذلك عبدُ اللهِ بنُ عباس فسَّرَ قولَ اللهِ تعالى: [فأولئكَ همُ الكافرونَ ] كفرٌ دونَ كفرٍ أي ليسَ الكفر الذي ينقُلُ عنِ المِلَّةِ، فرضِيَ اللهُ عن حبرِ الأمةِ ترجمانِ القرءانِ عبدِ اللهِ بنِ عباس رضي اللهُ عنهُما وجزاهُ اللهُ عنِ المسلمينَ خيرا. 

وبيانُ ذلك أنَّ المعاصيَ الكبائرَ كقتلِ مسلمٍ وتركِ الصلاةِ وردَ أنهُ كفرٌ في ِأحاديثَ صحيحةِ الإسنادِ وليسَ مرادُ الرسولِ بذلك الكفرَ الذي يُخرجُ من المِلَّةِ أي أن من فعلَ ذلكَ يخرُجُ مِنَ الدين، إنما معناهُ تشبيهُ هذه المعصية بالكفر، كالذي وردَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قالَ فيمن يذهبُ إلى الكُهانِ فيصدِّقُهم وهو قولُه عليهِ الصلاة و السلامُ: "منْ أتى عرافا أو كاهنا فصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أُنزِلَ على محمد" وهو حديثٌ صحيحٌ. وليس مرادُ الرسولِ أن المسلمَ بمجردِ أن يذهبَ إلى هؤلاءِ الكُهَّانِ ويصدِّقَهم خرجَ منَ الإسلامِ إنما مرادُ الرَّسولِ أن هذا ذنبٌ كبيرٌ يُشبهُ الكفرَ. وقال أيضاً "سِبابُ المسلمِ فُسوقٌ وقتالُهُ كفرٌ". فقولُه وقتالُه كفرٌ لا يريدُ بهِ أن قتالَ المسلمِ للمسلمِ كفرٌ يُخرجُ من الدينِ إنما المرادُ أنه ذنبٌ كبيرٌ يشبهُ الكفرَ لأنَّ القرءانَ الكريمَ سمَّى الفِئَتَيْنِ المتقاتِلتَيْنِ من المسلمينَ مؤمِنينَ قالَ تعالى: [وإنْ طائِفتانِ منَ المؤمنينَ اقتَتَلوا] سورة الحجرات/9.

ثم إنهُ وردَ في صحيحِ مسلمٍ عنِ البراءِ بنِ عازبٍ الصحابيِّ المشهورِ أنهُ قالَ: إنَّ هذهِ الآية [ومن لم يحكُم بما أنزلَ اللهُ فأولئك هم الكافرون ] والآيتينِ اللتين بعدَها في إحداهُما [فأولئكَ هم الظالمونَ] وفي الأخرى [فأولئكَ هم الفاسقون] نزلتْ كلُّها في الكفارِ أي الذين يحكمون بغير ما أنزل اللهُ وليس المسلمين الذين يحكمون بغيرِ ما أنزل اللهُ إنما هي في اليهودِ ومن كان مثلَهم.

وفي كتابِ أحكام النساء للإمامِ أحمدَ بنِ حنبل مثلُ ما رواهُ الحاكمُ عنِ ابنِ عباسٍ ففيهِ ما نصُّه في صحيفة 44: أخبَرَني موسى بنُ سهل قالَ حدَّثنا موسى بنُ أحمد الأسديُّ وأخبرَنا إبراهيمُ بنُ يعقوبَ عن إسماعيلَ بنِ سعيدٍ قالَ سألتُ أحمدَ عنِ المصِرِّ على الكبائر بجُهدِه إلا أنَّهُ لم يترُكِ الصلاةَ والصومَ والزكاةَ والحجَّ والجمعةَ هل يكونُ مُصِراًّ في مثلِ قولِه صلى اللهُ عليه وسلم: "لا يزنِي الزانِي حينَ يزنِي وهو مؤمنٌ ولا يشربُ الخمر حين يشربُها وهو مؤمِنٌ ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن "، ومن نحوِ قولِ ابنِ عباسٍ [ومن لم يحكُمْ بما أنزَلَ اللهُ فأولئكَ همُ الكافِرون] قلتُ: فما هذا الكفر، قالَ: كفرٌ لا يُخرِجُ منَ المِلَّةِ فهو درجاتٌ بعضُهُ فوقَ بعضٍ حتى يجيءَ من ذلكَ أمرٌ لا يختلفُ الناسُ فيه، فقلتُ لهُ: أرأَيْتَ إن كانَ خائِفاً من إِصرارِه ينوي التوبةَ ويسألُ ذلك ولا يدَعُ رُكوباً (أي ولا يترك فعل المعاصي) قال الذي يخافُ أحسنُ حالاً. انتهى ما في كتابِ الإمامِ أحمدَ رضي الله عنه.

ولم يصحَّ بالإسناد الصحيح عنِ الصحابةِ في تفسيرِ هذهِ الآيةِ إلا هذانِ التفسيرانِ تفسيرِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ وتفسيرِ البراءِ وعلى ذلك درَجَ علماءُ الإسلامِ إلى قريبٍ منْ منتصَفِ القرنِ الرابعَ عشرَ الهجريِّ، ثم ظهرَ هذا الرجل سيد قطب في مصرَ فعمِلَ ما سماه تفسيراً للقرءانِ يُكفِّرُ فيهِ من حكمَ بغيرِ القرءانِ ولو في مسئلةٍ واحدةٍ أي مع حكمِهِ بالشرعِ في سائرِ الأحكامِ ويُكفِّرُ رعيةَ ذلك الحاكم، واليومَ لا يوجدُ في البلادِ الإسلاميةِ حاكمٌ إلا ويحكم بغير الشرعِ في قضايا كثيرةٍ مع حكمِهم في عِدةِ مسائلَ بالشرعِ في الطلاق و الميراث و النكاح و الوصية يحكُمون بحُكمِ القرءانِ، ومع هذاسيد قطب وأتباعه يكفِّرونَهُم ويكفِّرُون رعاياهمِ ويستحلون قتلهم بأي وسيلة استطاعوها بالسلاح والتفجير وغير ذلك إلا من قام معهم فثار على الحكام. وليسَ لسيد قطب سلفٌ في ذلكَ إلا الخوارج فإنهم كانوا يُكفِّرونَ المسلمَ لارتِكابِ المعصيةِ كالزِّنى و شرب الخمر والحكم بغيرِ الشرع للرِّشوةِ أو الصداقةِ أو القرابةِ، فسيد قطب كانَ عاش على الإلحاد إحدى عشرةَ سنةً وذلك باعترافِه ثمَّ لجأَ إلى حزب الإخوان الذينَ كانَ جمَعَهُم الشيخُ حسن البنا رحمهُ الله، ثمَّ في حياة حسن البنا  انحرفَ سيد قطب وءاخرونَ عن منهجِه الذي كان منهجاً سالمِا ليسَ فيهِ تكفيرُ المسلمِ إذا حكمَ بغيرِ الشرعِ، فعلِمَ الشيخ حسن بانحرافِهم فقالَ هؤلاءِ ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين.


وقد ذكر الدكتور محمد الغزالي وكانَ من أتباعِ الشيخ حسن البنا في كتابِه "من معالم الحق" في صحيفة 264 ما نصه: "وكانَ الأستاذ حسن البنا نفسُهُ وهو يُؤَلِّفُ جماعتَه في العهدِ الأولِ يعلمُ أنَّ الأعيانَ والوُجهاءَ وطلابَ التسليةِ الاجتماعية الذينَ يكثرون في هذهِ التشكيلات لا يصلُحون لأوقاتِ الجِد. فألَّفَ ما يُسمَّى بالنظامِ الخاصِّ، وهو نظامٌ يضُم شباباً مُدربينَ على القتالِ، كانَ المفروضُ من إعدادِهم مقاتلةَ المحتلينَ الغزاةِ. وقد كانَ هؤلاءِ الشبابُ الأخفياءُ شراًّ وبيلاً على الجماعةِ فيما بعدُ، فقد قتل بعضُهم بعضاً وتحوَّلُوا إلى أداةِ تخريبٍ وإرهابٍ في يدِ من لا فقهَ لهم في الإسلامِ ولا تعويلَ على إدراكِهم للصالِحِ العام. وقد قال حسن البنا فيهم قبل أن يموتَ إنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين". إهـ


ثم كثيرٌ من الناسِ انْفتَنُوا بتفسيرِ سيد قطب هذا وعملوا على تنفيذِه حتى قتلُوا خَلقْاً كثيراً في مصرَ والجزائرِ وسوريا وغيرِها مُعتبِرِين قتلَهم لمن يخالِفُهم قربةً إلى الله، ومن ذلك أنهم قتلوا في مدينةِ حلب في سوريا شيخاً كان مفتِيا على قريةٍ تابعةٍ لحلب تسمى عفرين كان يخالِفُهم فدخلوا عليهِ في المسجدِ بعدَ صلاةِ العشاءِ بعدما انصرفَ الناسُ من المسجدِ وبقيَ هو ورجلٌ ءاخرُ، ثم صوَّبُوا إليه الرصاصَ فرمى ذلك الشخصُ نفسَهُ على الشيخِ فقتلوهُ ثم قتلوا الشيخَ، وهذا الشيخُ يُسمى الشيخَ محمد الشامي رحمه الله. وقد كان يحصل من حكام المسلمين قديماً وحديثاً الحكمُ بغيرِ القرءانِ إما لرِشوةٍ وإما لِقرابةٍ أو لإرضاءِ ذوي النفوذِ فلم يكفِّرْهُمُ المسلمونَ لِحُكمِهم بغيرِ القرءانِ إنما اعتبروهُم فاسقينَ.

ثم إن هؤلاءِ أتباعَ سيد قطب يتفنَّنُونَ في التعبيرِ عن جماعتِهم، قبلَ أربعينَ عاماً كانوا يُعرفونَ باسمَينِ حزب الإخوان المسلمون في مصرَ وغيرِها وفي لبنان باسمِ عباد الرحمن ثم استحدَثوا اسماً ثالثاً عامّاً وهو الجماعة الإسلامية ليَظُنَّ الناسُ أنهم دعاةٌ إلى حقيقة الإسلام اعتقاداً وعملاً، وواقِعُ حالِهم خلافُ ذلك.

 
نصيحتُنا لهؤلاءِ أن يتعلَّموا علمَ الدينِ من أَفواهِ أهلِ السنةِ ليس من مؤلفاتِ سيد قطب بل أن يقرؤوا على أهلِ العلمِ كتب العلماءِ المعتبرةَ ككتابِ البخاريِّ المُسمَّى "خلقُ أفعالِ العبادِ" وكتابِ أبي جعفر الطحاوي المسمَّى بالعقيدة الطحاوية وكتابِ "تفسير الأسماءِ والصفاتِ" للإمامِ أبى منصور عبدِ القاهرِ بنِ طاهر البغداديِّ. فإن تخلَّيْتم عن عقائدِكم وأخذتُم بهذهِ العقائدِ اهْتديتُم وإلى اللهِ ترجِعُ الأمورُ وإليهِ المآلُ والنُّشور.


والله أعلم وأحكم





مما شذ به حزب التحرير عنِ الأمةِ قولهُم بأنَّ من يموتُ دون أن يبايع الخليفة فميتته ميتة الجاهلية أي عُبَّادِ الأوثانِ، فعلى قول حزب التحرير كلُّ مسلمٍ يموت منذ أكثرَ من مائةِ سنةٍ مِيتتُهُ ميتة جاهلية لأنهُ لا يوجدُ خليفةٌ منذُ ذلك الزمن، أما الخلافة العامة التي تدير شؤون المسلمين كلهم فقد انقطعت منذ زمان طويل. فالمسلمونَ في تركِ نصبِ الخليفةِ اليومَ لهم عذرٌ، أعني الرعايا، الرعايا لا يستطيعونَ اليومَ نَصبَ خليفةٍ فما ذنبُهم، وقد قالَ اللهُ تعالى: [لا يُكلفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعها] سورة البقرة /286 .

حزب التحرير يوافق المعتزلة ويقول ان العبد يخلق افعاله.
 
وأعظمُ من هذا ضلالاً قول فرقة حزب التحرير ان العبد يخلق أفعاله الاختيارية ليس الاضطرارية خالفوا قولَ اللهِ تعالى: [اللهُ خالِقُ كلِّ شئ ] سورة الزمر /62. لأن الشئ يَشملُ الجسمَ وعملَ الجسم، وقولَه: [هل من خالقٍ غيرُ اللهِ] سورة فاطر/3، وقولَه: [قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له] سورة الأنعام /162.


- ومن ضلالات حزب التحرير زعمهم ان العصمة للانبياء تكون بعد الوحي لا قبله.


- وكذلك من ضلالات حزب التحرير قولهم ان المشي بقصد الزنى و الفجور لا يحرم.


- ومن ضلالات حزب التحرير  ايضا اباحتهم تقبيل ولمس الرجل للمرأة الأجنبية التي لا تحل له.


فيجبُ الإنكارُ على اتباع حزب التحرير وتحذيرُ الناسِ من حزب التحرير ومن كلِّ فرقةٍ خالفَتْ ما درَجَ عليه المسلمونَ من أيامِ الصحابةِ إلى هذا العصرِ وهم جمهورُ الأمة، وهؤلاء الشاذونَ شراذمُ قليلةٌ باعتبارِ كثرةِ أهلِ السنة، وقد أوصى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُزومِ الجماعةِ وقد صحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: "عليكم بالجماعةِ وإياكم والفُرقة فإنَّ الشيطانَ مع الواحِدِ وهو منَ الاثنينِ أبعدُ، فمن أرادَ بُحْبوحَةَ الجنةِ فليَلْزَمِ الجماعةَ". رواهُ الترمذيٌُّ في جامِعِهِ وقالَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وابن حبان وابن ماجة وغيرهم.

نصيحتُنا لاتباع حزب التحرير أن يتعلَّموا علمَ الدينِ من أَفواهِ أهلِ السنةِ ليس من مؤلفاتِ تقيِّ الدينِ النبهاني بل أن يقرؤوا على أهلِ العلمِ كتبَ العلماءِ المعتبرةَ ككتابِ البخاريِّ المُسمَّى "خلقُ أفعالِ العبادِ" وكتابِ أبي جعفر الطحاوي المسمَّى بالعقيدة الطحاوية وكتابِ "تفسير الأسماءِ والصفاتِ" للإمامِ أبى منصور عبدِ القاهرِ بنِ طاهر البغداديِّ. فإن تخلَّيْتم عن عقائدِكم وأخذتُم بهذهِ العقائدِ اهْتديتُم وإلى اللهِ ترجِعُ الأمورُ وإليهِ المآلُ والنُّشور.

                                                                               والله اعلم 


التحذير من عمرو خالد: مقدمة الكتاب


الرد:

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الأمين و على إخوانه الأنبياء و المرسلين و ءال بيته الطيبين و أصحابه الطاهرين و أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين و على من سار على هداهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد:

يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17) } [ سورة الرعد].


إن المرء ليتألم بحسرة بالغة على ما يرى اليوم من أناس تصدوا و تصدروا لتعليم الناس و لإقامة المحاضرات و الندوات و هم أساساً ما حصَّلوا العلم الشرعي لإصلاح أنفسهم فمن باب أولى أن يصلحوا أنفسهم ليستطيعوا أن يصلحوا غيرهم و قد صدق الإمام الرفاعي الكبير لما قال:" استقم بنفسك يستقيم بك غيرك كيف يستقيم الظل و العود أعوج".


من هنا فقد ظهر شخص أُطلق عليه اسم ( الداعية عمرو خالد) و هذا الرجل حاول أن يكون ظاهرة فريدة أو أن من يطبلون و يزمرون له حاولوا و يحاولون ذلك حيث يُسَوِّق له البعض بأنه شخصية ( مودرن) حليق يلبس ثياب مدنية غربية و كرافات و إلى ما هنالك.


نقول نحن لسنا نبحث في الشكل و لسنا ضد أن يقوم شخص حليق بهذه المواصفات بتعليم الناس و لكن نحن ضد المضمون الذي جاء به في كثير من المسائل التي لم يُسبق إليها رغم إنتشار المروجين للضلال ءاناء الليل و اطراف النهار و في كل لحظة.


لذلك قمنا بالرد عليه علماً أنَّ ما تناولناه في الرد إنما هو نموذج من أغاليطه و ضلالاته لا يساوي عشر معشار ما هو موجود في أشرطته حيث اعتمدنا على بعض ما جاء في نحو سبعة أو ثمانية أشرطة بالإضافة لكتابه المسمى " عبادات المؤمن " ( دار المعرفة- بيروت، الطبعة الثانية 2002 ر/ 1423 هـ) و الآخر المسمى " أخلاق المؤمن " ( دار المعرفة- بيروت، الطبعة الأولى 2002 ر/ 1423 هـ).


لذلك فلا يتوهمنَّ متوهم أننا اطلعنا على كل ما قال أو كتب لكن إن لم يأخذ ما كتبناه بعين الإعتبار و يتراجع فإننا سنواصل الرد في أجزاء أخرى إن شاء الله عملاً بفرضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.


و قد ابتدع عمرّو بدعة قبيحة خطيرة ما سُبق إليها فيما نعلم ألا و هي أنه يجمع حوله الشباب و يسألهم رأيهم ببعض القضايا الدينية ليفعلوا كما يفعل و يفتوا بغير علم هرباً من الإحراج يجعلهم يتجرءون على دين الله ليفتح باب الإلحاد على مصراعيه يحللون و يحرمون على هواهم ثم يناولون عبارات الإستحسان و ربما التصفيق.


و المحير أن الرجل قدم نفسه أكثر من مرة بأنه ليس بعالم و ليس أهلاً للفتوى و مع ذلك تراه يفتي و يحلّل و يحرّم من غير دليل فاستمع إلى بعض ما قال:


هو يحرم البصاق في الشارع لأن الملائكة تتأذى بزعمه.
و يقول: من ذكر الله مرة لا ينتفع مثل أن يقول أستغفر الله مرة واحدة.
و ينسب إلى الله القعود و السهر و التلذذ و الوقوف و الإتصال.
و قال: الرسول يغضب من الذي لا يقوم الليل.
و قال: إن الأتقياء يحسدون العصاة على معاصيهم يوم القيامة.
و يقول: اليهود ليسوا خصوماً لنا في الدين و زعم أن عمر بن عبد العزيز أعطاهم من الزكاة.
و كثيراً ما يحرف الأحاديث بحيث يتغير المعنى.
و يقول كلاماً لا ينم عن احترام الأنبياء داود و موسى و أيوب.


و مع مراجعة الكتاب يتبين للقارئ حقيقة ما نقول بطريقة موثقة و دقيقة. هذا مع العلم أننا لسنا أول من تصدى له بل سبقنا إلى ذلك عدد من مشايخ الأزهر و من غيرهم ردوا عليه في الكتب و الجرائد و عمدت مشيخة الأزهر إلى منعه من التدريس في مصر و حذرت منه صريحاً كما نشرت ذلك الجرائد المصرية و غيرها.


و إنه لمن المؤسف حقاً أن نجده تحول إلى حالة محورية استقطابية و ذلك لأن كثيراً من الناس لا يعرفون من الشرع شيئاً فيظنون أن ما يقوله هو الشرع و لذلك تراهم مشدودين و مشدوهين و قد شخصت أبصارهم إليه ما بين باكٍ و متأثر نظراً لإسلوبه العاطفي فهم في ذلك كآكل السم في الدسم.


و يبقى عتبنا الكبير و لومنا الشديد على الذين يُسَوِّقون له و يعلمون علم اليقين ما هي بضاعته و ما ذلك إلا من أجل الإستقطاب الحزبي أو لتلميع صورة اصابها الخواء.
و من أراد أن يدرك حقيقة ما نقول فليراجع هذا الكتاب بإنصاف فإننا و الله ما قصدنا إلا نصحه ليرتدع و نصح الناس لئلا يقعوا في مثل ما وقع فيه " عمرو خالد ". ]


و قد وثَّقنا هذا الكتاب بدقة من حيث المصادر و استقاء المعلومات و لم نعتمد على القيل و القال بل نقلنا نصوصه بحرفيتها بما فيها من الأخطاء في النحو و اللغة.
هذا و قد استوقفنا عدة ملاحظات محيرة:


أولاً: لا ندري لماذا لا يقدم نفسه للجمهور باسمه الحقيقي بل يقدم نفسه باسم مستعار و هو قال ذلك على القناة المسماة " إقرأ " في رمضان الماضي 1422 .


ثانياً: زيادة على ذلك قدَّم نفسه لمراسل ( الرأي العام ) فقال اسمي الكامل عمرو محمود حلمي خالد و أما في كتابه المسمى ( عبادات المؤمن ) فقدم نفسه باسم عمرو محمد حلمي خالد.


ثالثاً: هو كثير اللحن باللغة العربية بطريقة ملفتة للنظر و لا نعني اللغة العامية بل نعني عندما يحرص على الكلام بالعربية حيث إنه لا يوجد عنده ضبط نحوي أو لغوي للنصوص.


رابعاً: في كتابيه المسميين " عبادات المؤمن " و " أخلاق المؤمن " التزم تخريج الأحاديث و أهمل الكثير منها مع أن التخريج فيه أخطاء و أوهام حَدّث عنها و لا حرج. فكيف يُسكت عن الرد عليه كثير ممن اطلع على الكتابين لا ندري و الله أعلم.


خامساً: في مقابلة أجرتها معه مجلة " سيدتي " لمّا سألته أين تعلم؟ رد بأنه تعلم في الخارج بينما في ترجمته على الغلاف الأخير في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " يذكر أن دراسته كانت في مصر و في المقابلة قال في الخارج فما المخارج ما بين مصر و الخارج؟؟؟


سادساً: من المعلوم أن من ارتجل الكلام تكثر أخطاؤه عادة أكثر من الذي يكتب في التأليف لأن المؤلف يتأنى و يحقق و يستشير و يوثق من أجل أن يتلافى الهفوات و لكننا من خلال الإطلاع على الكتاب المسمى " عبادات المؤمن " و الكتاب المسمى " أخلاق المؤمن " نقول إن هذا الرجل إما أنه ألف و لم يراجع الكتاب و لو لمرة واحدة أو أنه لو راجع ألف مرة فلن يقف على شىء لأنه ما عنده ضوابط شرعية و لغوية و ... أو أنه يستخف بالقراء فيظن أن كلامه سينزل على قلوبهم منزلة التنزيل فلا يراجع أو يتعقب.


أخيراً: نصيحتنا لكل مسلم يتوخى الحقيقة أن لا يتسرع في تسليم قلبه و عواطفه لأي كان فعليه أن يتعقل و أن لا يأخذ الشرع إلا من الثقات الذين يوثق بعلمهم و دينهم و أمانتهم فقد ثبت عن الإمام المجتهد محمد ابن سيرين أنه قال:" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " رواه مسلم في مقدمة صحيحه.


و قد قسَّم سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس إلى ثلاثة أقسام: " عالم رباني، و متعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كل ناعق " فإن لم يسعك أن تكون عالماً ربانياً فانجُ بنفسك بالعلم قبل أن يفجأك الموت و لا تكن كالهمج الرعاع الذين يتبعون كل ناعق يهرف بما لا يعرف.


و لا تظنن أخي القارئ أن هذا الكتاب هو غيبة محرمة أو أنه يضعف وحدة المسلمين على ما جرت به بعض الألسنة بل هذا الكلام من باب التحذير الواجب حيث السكوت عليه يعرضنا لسخط الله و غضبه و إنما الذي يضعف الوحدة بين المسلمين السكوت عن مثل هذه الإختراقات التي تضرب بنيان وحدتنا من الأساس، فقد روى البيهقي أن الني صلى الله عليه و سلم قال:" حتى متى ترٍعُون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه ليحذره الناس " (1) لذا فإن سكت غيرنا فإننا لن نسكت بإذن الله و حسبنا ا
لله و نعم الوكيل.


عدم إحترام عمرو خالد للأنبياء عليهم السلام


قال عمرو خالد في برنامج " ليالي رمضان " في 28 رمضان 1442 إن موسى نبي الله استسقى فقال الله له اضرب بعصاك الحجر فقال يا رب أنا أريد المطر فقال الله يا موسى خلِّ عندك ثقة.
الرد:

إن لم يكن عند الأنبياء ثقة بالله و بوعده سبحانه فمن يكون عنده الثقة بالله على زعمك يا عمرو خالد، حاشا لنبي من أنبياء الله أن ينطق بمثل هذا الكلام المفترى، و تنزه الله عما افتراه عمرو.

عدم إحترام عمرو خالد للأنبياء عليهم السلام-2


و يقول في كتابه المسمى " عبادات المؤمن " ص (89):" رُوي أن الله أوحى إلى داود عليه السلام: يا داود إن لي عباداً أحبهم و يحبوني و أشتاق إليهم و يشتاقون إلي إن قلدتهم يا داود أحببتك" ا هـ الخ... و قال في الكتاب نفسه صحيفة (164):" ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب عليه السلام في جسمه حتى لم يبق إلا قلبه و لسانه يذكر بهما الله تعالى" ا هـ.
الرد:

إن هذا الكلام من حيث السند لا أصل له و موضوع و مكذوب، أما من حيث المتن فهو مرفوض جملة و تفصيلاً فبزعمه أن الله يخبر عن عباد هم بالطبع غير داود يحبون الله و الله يحبهم و قال اشتاق إليهم و يشتاقون إلي ثم يقول لداود بزعمه إن قلدتهم يا داود أحببتك، فعلى زعمه ان الله لم يكن يحب داود و هذا ضلال لأن أنبياء الله هم احب الخلق إليه و هم أفضل الخلق قاطبة لقوله تعالى: { وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)} [ سورة الأنعام] و مفهوم الكلام أن الله يدعو سيدنا داود لتقليدهم فمن يقلد من؟ أليست العامة يقلدون الأنبياء ، سبحان الله أليس التشريع يأتي بواسطة الأنبياء.
و أما ذكره عن ايوب فهو من الإسرائيليات التي لا صحة لها نعم هو مَرِضَ و لكن ليس إلى هذا الحد فإنَّ هذا منفّر. و الأمراض المنفرة مستحيلة على الأنبياء كما قرر علماء الأصول، و غنما يذكر مثل هذا عن نبي الله أيوب هؤلاء الذين ينسبون إليه أن الدود صار يخرج من جسده
و العياذ بالله، و مثل هذا لم يحصل و هو من الدس الذي لا يليق بنبي من أنبياء الله تعالى. ثم إنَّ دأب عمرو خالد غالباً ما إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسرع في الصلاة عليه و كأنه يقول من شدة السرعة ( صلسلم) بدل ( صلى الله عليه و سلم) و هذا ليس من دأب الداعية الحق الذي يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم بل الداعية الحق يصلي عليه بلفظ سليم مع مخارج حروف سليمة و تأنٍ واضح.

عمرو خالد يرى أن اليهود ليسوا أعداءنا في الدين


يقول عمرو خالد في شريط مسجل: اليهود ليسوا أعداءنا في الدين بل هم اعداؤنا بسبب انهم اغتصبو أرضنا.الرد:

سنكتفي بالرد على مثل هذا الفساد و الضلال بقوله تعالى:{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ (82)} [ سورة المائدة] و لما نزلت الآية لم يكن اليهود مغتصبين لأرض المسلمين فما قولك يا عمرو...؟ ألا ترجع قبل فوات الأوان.
و قد نَسَبَ إلى عمر بن عبد العزيز بأنه لما فاض المال أمر بأن تدفع زكاة المال لليهود لقضاء ديونهم و هذا افتراء.
و نَسب عمرو خالد إلى سيدنا عمر بن الخطاب بأنه رأى يهودياً فقيراً يتسول فأمر بأن يُعطى من بيت المال و التفصيل في موضع ءاخر على هاتين القصتين من هذا الكتاب.

عمرو خالد يفتري على خالد بن الوليد


قال في شريط المدينة الرياضية- بيروت يوم الأثنين 11/3/2002 : " خالد بن الوليد قَتل مجموعة كانوا يستعدون للحرب من الكفار أول ما وصل إليهم و حطوا السيوف و تمكن منهم قالوا لا إله إلا الله فقال الرسول:" اللهم إني بريء مما صنع خالد" ا هـ.الرد:

إن هذا الكلام افتراء صريح على الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه فلقد روى البخاري في صحيحه عن سالم عن ابيه قال: بعث الرسول صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم و يأسر و دفع إلى كل رجل منهم أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت و الله لا أقتل أسيري و لا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه فقال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين.
و نقول: إن ما رواه ( عمرو خالد ) هو تحريف للحديث الصحيح فإن خالداً إنما قتلهم لأنه لم يفهم من قولهم صبأنا أنهم أسلموا.
ثم اعلم أن الحافظ ابن حجر شارح البخاري قال في الجزء 8 صحيفة (75): " قال الخطابي يحتمل أن يكون خالد نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام لأنه فهم منهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة و لم ينقادوا إلى الدين فقتلهم متأولاً قولهم" اهـ، و قال في شرح الحديث جزء 13 صحيفة (182): " قال الخطابي: الحكمة في تبرئِهِ صلى الله عليه و سلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يُعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه و لينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله اهـ، ثم قال ابن حجر:" و الذي يظهر ان التبرؤ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله و لا إلزامه الغرامة فإن المخطئ مرفوع و إن كان فعله ليس بمحمود" اهـ.
و أخيراً: نسأل عمرو خالد من أين جاء بقوله إن خالداً قتل عشرين شخصاً قالوا لا إله إلا الله.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي


و في شريط المدينة الرياضية في بيروت قال عمرو خالد:" و يصل لكنيسة القيامة لما فتح دخل عمر بن الخطاب إلى المقدس قيل له صلِّ يا أمير المؤمنين فيقول: لا أصلي ههنا أبداً أخشى أن ياتي يوم يقول الناس هنا صلى عمر فتهدم الكنيسة و يقام مكانها مسجد و لكن دعوا الكنيسة كما هي و لنبن نحن المسجد في مكان ءاخر" اهـ. الرد:

نقول إن هذا الكلام لا صحة له بل الجواب الصحيح ما رواه البخاري في صحيحه قال: و قال عمر رضي الله عنه " إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها و الصور". فهل تصدقك أم نصدق ما رواه البخاري؟ و الصلاة في الكنيسة غير محرمة إذا توفرت شروط صحة الصلاة بل الصحيح الثابت المشهور في كتب الحديث و السير أن عمر رضي الله عنه أبى تلبية دعوتهم إلى الطعام في الكنيسة لأن الكنيسة فيها تماثيل فقال: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل.


عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -2


و قال عمرو في الشريط نفسه:" أضرب لكم مثل عجيب في حرية العقيدة، ماشي في الطريق فوجد رجلاً يهودياً يتسول شيخ عجوز فقال له عمر لم تتسول يا شيخ نأخذها منك و أنت شاب و نضيعك و أنت شيخ لا و الله، من اليوم اكتبوا إلى الخزانة و بيت مال المسلمين من كان ضعيفاً أو عجوزاً من اليهود و النصارى فلينفق عليه من بيت مال المسلمين" اهـ.
الرد:

أولاً: هذا الكلام لا صحة له على الإطلاق و عليه أن يُثبت لنا المصادر و حضارتنا العربية الإسلامية غنية عن الروايات المختلقة.
ثانياً: أين حرية العقيدة في هذا النص لأنه معلوم أساساً أن الإسلام لا يُكْرِهُ اليهود و النصارى على الدخول بالإسلام بعد دخولهم في ذمة المسلمين و هذا معنى قوله تعالى: { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256)} [ سورة البقرة ] و الأحاديث الصحيحة ظاهرة كالشمس ثم متابعة الصحابة بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم و وقائع كثيرة مشهورة متواترة أي لا يجوز أن نُكرِهَهم على الدخول في الإسلام بعد العهود و المواثيق و بعد أن صاروا من أهل الذمة.
وانظر كم غلطًا نحويًا له في هذه الكلمات القليلة.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -3


-وقال في الشريط نفسه: قال عمر بن عبد العزيز جهزوا الجيوش من الزكاة وسدوا منها ديون اليهود والنصارى ويُقض عن اليهود والنصارى الديون، ثم قال عمرو : ويبقى مال كثير من الزكاة لأنه لم يبق فقير ولا محتاج فقال عمر: " اشتروا بهذا المال حبوباً ، اشتروا به قمح وانثروه على رؤوس الجبال كي تأكل الطيور من خير المسلمين " اهـ.
الرد:

لقد عمَّ الخير والعدل أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأما ما يروى من كلام حول إنفاق الزكاة في غير وجوهها فهذا غير صحيح على الإطلاق وموارد صرف الزكاة الثمانية معروفة في القرءان الكريم فمسائل الفقه لا نأخذها من كتب التاريخ التي فيها الغث والسمين بلا تحقيق بل من مصادرها الأساسية ولم ينصّ أحد من الأئمة الأربعة أو غيرهم على مثل هذا ولم يثبت عن عمر بن عبد العزيز الذي هو إمام مجتهد مجدد القرن الأول الهجري انه قال هذه المقالة.
والمقرر أنه لا يجوز إيفاء مجرد أي دين من ديون المسلمين بمال الزكاة بل لا بد ان يكون المدين مستوفياً لشروط الغارمين المقررة في كتب الفقه الإسلامي والمقرر كذلك في الشرع الإسلامي أن أهل الذمة إذا احتاج احدهم للنفقة والكسوة ولم يكن له مال ولا من ينفق عليه من أهله ينفق من بيت مال المسلمين عليه من غير الزكاة فمن باب أولى أن لا تُوفى بأموال الزكاة ديون غير المسلمين أو تنفق لإطعام الطيور على رءوس الجبال. 

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -4


وقال عمرو خالد في شريط المدينة الرياضية –بيروت: حصل سباق بين قبطي وابن عمرو بن العاص فسبقه القبطي فغضب ابن عمرو فأخرج السوط وضرب القبطي على رأسه وقال أنا ابن الأكرمين فذهب القبطي إلى المدينة من مصر ليشتكي لعمر بن الخطاب وقال انظر ضربني ابن عمرو بن العاص وقال أنا ابن الأكرمين فغضب عمر بن الخطاب وأرسل عمرو بن العاص. أن تعال أنت وابنك فجاءا إليه فأخرج عمر بن الخطاب السوط وأعطاه إلى القبطي وقال اضربه كما ضربك فضربه القبطي ، شايف الرحمة شايف المساواة شايف العدل، وقال له عمر : " اضرب أيضاً صلعة عمرو بن العاص ، فقال القبطي فكيف أضربه وهو لم يضربني فقال عمر بن الخطاب : " إنما ضربك بسلطان أبيه "، وقال عمر بن الخطاب الكلمة العظيمة الشهيرة : " متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
الرد:
هنا ليس على عمرو خالد فحسب بل على كثير من أهل العصر الذين يروون هذه الرواية التي أصلها غير ثابت وإن كان مروياً في كتب عدة . ثم إن عمرو خالد قد زاد فيها وتقوَّل . وهل يُقبل أن يأمر الإمام العادل عمر بن الخطاب ذلك القبطي أن يضرب أميراً له على مصر أعني عمرو بن العاص وذلك لأن الولد بزعمهم استغل سلطة أبيه وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (146)} [سورة الأنعام ] فما ذنب أبيه إن استغل سلطته كما يزعمون وهو لا علم له بذلك والله يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (146)} ولقد ءان الأوان للخطباء والمحاضرين والمشايخ أن يراجعوا أصول القصة لا أن يتلقفوا كل ما هو مكتوب في الكتب من غير تمحيص ولا تدقيق ولا نظر في الإسناد ولا تحقيق.


عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -5


-وقال في الحلقة الثالثة عن سيّدنا أبي بكر لما تكلم عمرو عن حروب الردة بأن كل العرب ارتدوا عن الإسلام إلا مكة والمدينة وأن اهل مكة ارادوا الردة لكن سهيل بن عمرو كلمهم فثبتوا على الإسلام.
الرد:

إن هذا الكلام مجرد هراء ويدل على عدم معرفة الرجل بالتاريخ الإسلامي أو انه يتتبع الأخبار الموضوعة والمكذوبة مستغلاً جهل الناس بالدين والتاريخ والحديث والفقه والاعتقاد ليبهر أنظار الناس بأخبار لم يسبق إليها كما هو الحال ، وليس أهل مكة والمدينة هم الذين ثبتوا على الإسلام فقط . ولا يعني ذلك إنكار موقف سهيل بن عمرو بل موقفه في ذلك الحدث مشهور ولكن مع بعض أهل مكة الذين رُوي أنهم هموا بالردة وليس كل أهل مكة فليعلم هذا.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها


قال في المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/3/2002 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للصحابة : " بلغني أن الله يباهي بكم الآن الملائكة" .
الرد:

هذا كلام لا أصل له البتة ونتحداه أن يثبت السند.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -2


وفي المناسبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجيش : " لا تقتلوا شيخاً ولا تقتلوا امرأة ولا تقطعوا شجراً ، وقال : ستجدون رهباناً تفرغوا للعبادة في الكنائس فلا تقربوهم لا تحرقوا زرعاً لا تروعوهم " ا هـ.
الرد:

من أين لعمرو خالد هذا الحديث وأين صحة سنده وقد كان عليه أن لا يتملق للنصارى بالأحاديث المكذوبة بل كان عليه أن يبين الأحكام التي وردت في الكتاب والسنة ومثل هذه الأحكام لا تخفى على المسلمين ولا تخفى على الكثير من غير المسلمين لأن الثقافة الإسلامية شائعة ولا يستطيع أن يحجر عليها أحد ولسنا بحاجة للروايات المكذوبة لإثبات إنصاف المسلمين وعدلهم فالنصوص الصحيحة طافحة بذلك.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -3


ويقول في المناسبة نفسها : " الناس والبشرية تنادي أين ربنا ليحاسبنا"
الرد:

هذا كلام لا أصل له ولا دليل عليه فمن أين أتيت به يا عمرو ولا عجب فإن من تصدر للتدريس والإفتاء وهو ليس من أهل العلم لا يستغرب صدور مثل هذا منه. 

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -4


-ويقول في شريط المدينة الرياضية – بيروت : " كل البشرية تذهب إلى ءادم ليشفع لها عند ربهم فيقول نفسي نفسي وكذلك عند نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ليشفع لهم فيقول الناس الكافر والمسلم : من يشفع لنا عند ربنا ليبدأ الحساب " فيقول الأنبياء نفسي نفسي وعندما يذهبون لمحمد يقول : " يا رب اشفع فيّ أن يبدأ الحساب " ، فيبدأ الحساب كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم " ا هــ.
الرد:

من أين جاء عمرو خالد بعبارة " ليبدأ الحساب" فإن هذه العبارة لا أساس لها ولا أصل لها في حديث الشفاعة ولا في غيره، وإنما الشفاعة التي وردت في الحديث في هذا الموقف هي الشفاعة للمؤمنين خاصة من حر الشمس في ذلك اليوم. ثم ألا يعلم عمرو خالد أنه ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا هلك ، روى البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نوقِشَ الحساب عُذِّب" (1) ".. قالت : أليس يقول الله تعالى : (فسوف يُحاسب حِساباً يسيراً) "سورة الإنشقاق" قال : " ذلك العرض" . وروى بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" فقلت : يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8)} [ سورة الانشقاق ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ذلك العرض وليس احد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب". أما الانبياء والأولياء فإنهم يحاسبون حسابا يسيرا وذلك لإظهار فضلهم كأن يقال للنبي هل بلغت الرسالة ونحو ذلك وفي ذلك سرور له لا تكدير فيه بل فيه اظهار لشرفه وفضله.

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -5


ثم يقول عمرو خالد في كتابه المسمى " أخلاق المؤمن" ص 27: " يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر" اهـ. ويدعي عمرو أن ابن حجر رواه في فتح الباري _1/161)
الرد:

لا يوجد في فتح الباري من الحديث الا الفقرة الاولى : " إنما العلم بالتعلم "

عمرو خالد يحرّف الأحاديث النبوية وينسبها إلى غير مواضعها -6


ويقول عمرو خالد في ص 33 في المصدر نفسه عن حديث : " لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك " قال : رواه أبو داود في الحديث 3562الرد:

الحديث غير موجود في هذا الموضع إنما تحت رقم   1498